رفض محمد يوسف المدير الفني السابق للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلى محاولات البعض، إظهاره في صورة المظلوم والشخص الضعيف، وظهر «جو» بصورة مغايرة، إذ بدا متماسكا لدرجة تصيب بالدهشة، من يعرفون أن الرجل تحمل في الآونة الأخيرة ما لا يطيقه أي مدرب أجنبي، منذ أجبرته الظروف هو ولجنة الكرة وقتها على الاستسلام للأمر الواقع وتوليه دفة قيادة فريق الكرة بالأهلي، إلا أنه تعامل مع كل المقتضيات والصعوبات التي وقفت حائلا أمام النجاح، فتخطاها جميعاً حتى حصد بطولتي دوري أبطال إفريقيا ثم السوبر وقدم مستويات جيدة في مونديال العالم للأندية بالمغرب.
 
ونشرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر اليوم حوار مطول مع محمد يوسف، الذي رحل عن النادي منذ أيام قليلة، سواء مقالاً أو بإرادته، وبدا قوياً منتشياً ببطولاته، رافضا كل النظرات التى تصوره شخصا ضعيفا وغير قادر على تحمل لحظات الفراق مع المكان الذي يدين له بالفضل والولاء.
 
في البداية رد محمد يوسف حول ما إذا كان القرار إقالة أم استقالة، فقال: دون شك.. هى إقالة وليست مفاجأة بالنسبة لي لأن النية كانت على ما يبدو مبيتة منذ ثلاثة أسابيع وأن الأحداث الأخيرة كانت سيناريو مرسوما بدقة لاتخاذ هذا القرار.
 
ومع ذلك فأنا أرفض كلمة مؤامرة ولكنني أشعر بوجود تربص بى وبكل تصرفاتي، ومع اننى تقدمت لرفع الحرج عن مجلس الإدارة، إلا أن شيئا ما حدث، يبدو أنه أدى إلى مثل هذا القرار.
 
ورفض يوسف في الحوار أاعتباره مظلوم قائلاً: أرفض هذا المعني، ولا أشعر بالظلم إطلاقاً.. فما حدث ليس جديدا في كرة القدم، وأشعر بالفخر لأنني أديت مهمتي على أكمل وجه وقدت الفريق للفوز بدوري الأبطال الإفريقي والسوبر والتأهل لدور ال8 بالكونفيدرالية وهى سابقة للأهلي، وشاركنا في مونديال العالم.
 
وحول تفاقم الأمور بتلك السرعة أوضح: لا أجد إجابة لذلك ولكن الكل يتابع الأحداث ويعلم أين الحقيقة؟.. وماذا حدث بالضبط؟.. ولا داعي للخوض في التفاصيل حرصاً على الكيان الأحمر وعلاقتي ببعض الأشخاص.
 
وعن الدخول في صدام مباشر مع طاهر الشيخ، وفى واقعة عماد متعب قال: مبدئياً.. طاهر الشيخ هاجم الجهاز الفني وأهانني واتهمني بضعف الشخصية، فماذا تفعل أمام لاعبين تقودهم وأغلبهم لعب لمنتخبات وطنية؟.. ولكنى « ابتلعت الاهانة» حرصا على مصلحة النادي وبعد تدخل رئيسه الذي يرفض هذا الكلام، أما واقعة عماد متعب فهي ليست اعتراضا على تجديد عقده كما يظن البعض، ولكن بسبب عدم احترام الجهاز الفني وهذا هو مصدر الخطر .
 
ونفى مسألة لو جرت مثل هذه الواقعة، وقت مجلس حسن حمدي، ما كان ليعبر عن رأيه مؤكداً، أن هذا الكلام غير صحيح، لأن حسن حمدي ومجلسه، لم يتدخلا يوماً في عملي أو عمل أي جهاز عملت معه، ولك أن تتخيل أن حسن حمدي والخطيب كانا يستأذنان للحضور أو الجلوس مع اللاعبين. هذا هو الفارق وهذه هي الأصول التي تربينا عليها.
 
ورداً عن الوقائع التي أظهرت عدم التزام هذا المجلس بمبادئ النادي قال: هناك أشياء كثيرة. لكن عندما تفاجأ بأن عضو مجلس إدارة يحضر للمعسكر ليلة مباراة المقاولون، ليجتمع بالثلاثي الذين تنتهي عقودهم نهاية الموسم الحالي. فهذا أمر غير صحي على الإطلاق وليس في مصلحة الفريق. وكان من الأولى أن يتم الانتظار لما بعد نهاية المباراة، وهو أمر تم التنبيه عليه، بل إنهم تفاوضوا مع لاعبين لم أطلبهم ولا أعرف عنهم شيئاً.
 
وعن رده حول ظن البعض وجود مؤامرة كانت تحاك ضد مجلس طاهر أنت أحد أطرافها أجاب: هذا كلام يثير الضحك.. أي مؤامرات يتحدثون عنها. ومن لديه دليل فليقدمه. أنا أعمل في الأهلى وليس لدى أفراد، فمن العيب ترديد ذلك فهو كلام غريب على القلعة الحمراء ولم نعتد عليه.
 
ونفى هجومه على المجلس، في مخالفة صريحة لمبادئ الأهلي وقال: على العكس أنا شعرت بأن هناك تصرفات تشير إلى أن القادم أسوأ وهو ما سرب لى الشعور بعدم الاستقرار والثقة وأن كل ما يجرى حولي في الأساس من اختصاصي، فأردت توضيح وجهة النظر ولم أقصد إهانة مجلس الإدارة ولكن تجديد تعاقد عماد متعب استفزني.
 
وأضاف: شكوت للرئيس في خضم أزمة طاهر الشيخ، لكنني شعرت بأن شيئاً لم يتغير، وبأن حرمة الجهاز الفني باتت مستباحة للجميع، لذا كان يجب توضيح الأمر للرأي العام.
 
وحول طريقة إبلاغه بقرار الإقالة وهل هي نوع من عدم التقدير لمشوارك مع الأهلي أجاب يوسف: أنا أحترم قرارات مجلس الإدارة. ورئيس النادي استدعانا للجلوس معه. وأنا أكن له كل التقدير والاحترام. ولكنى أشعر بأن شخصا ما قدم معلومات غير صحيحة لدرجة أنني سألت محمود طاهر: هل سمعت مداخلتي التليفزيونية حول أزمة متعب؟، إلا أنه رد: إنني لم أشاهدها.
 
وأضاف: احتاج لفترة من الراحة ومنح أسرتي بعض الوقت. ثم إننا في نهاية الموسم ولا أحد يتعاقد في هذا التوقيت.