أحدثت قضية إلغاء مواجهة الخضر وأسود الكاميرون ضجة ليس فقط
أحدثت قضية إلغاء مواجهة الخضر وأسود الكاميرون ضجة ليس فقط في ياوندي وإنما في الجزائر وفي أوروبا أيضا، وبين مؤيد لموقف لاعبي الأسود المطالبين بما سموه حقوقهم المالية وبين الغاضب من تصرفات رفقاء إيتو، وجد الجمهور الجزائري نفسه أمس في وضعية لا ناقة له فيها ولا جمل غير أنه حرم من مشاهدة مباراة كبيرة كانت تعد الهدف الرئيسي للمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش .
غضب الجمهور الجزائري له ما يبرره لأن الكثير اقتنى التذاكر والكل برمج "أمسية لذيذة"أمام شاشة التلفزيون لمعايشة المباراة مع الوجه الجديد سفيان فيغولي ،بعد "الديكليك" المسجل ضد تونس بملعب البليدة، غير أن الحادثة التي وقعت في بيت أسود الكاميرون بمراكش تعد درسا للفاف كي لا تتعاقد مستقبلا مع بعض المنتخبات ولو كانت كبيرة في الاسم والسمعة وثقيلة من الناحية الرياضية مثل الكاميرون، فالمدرب حاليلوزيتش وبعد هذا الإلغاء ضيع على نفسه موعدا دوليا لوضع أسس المنتخب الجديد قبيل الدخول في مرحلة الجد مع مطلع السنة المقبلة .
قد يقول قائل أنه يجب معاقبة الكاميرون من قبل الفيفا لما تسببت فيه من خسائر رياضية ومعنوية ومالية ، لكن هذا موضوع آخر، لأن التعويض المادي ستمليه بنود العقد المبرم بين الفدراليتين عن طريق الوكيل الفرنسي ليبقى الأهم لدى الفاف هو الحذر من المنتخبات التي تسبح في الفوضى ولها مشاكل داخلية متراكمة مثلما يحدث في الكاميرون ، لأن القارة السمراء ومهما تطورت في كرة القدم بفضل التصدير الكبير للاعبيها نحو القارة العجوز ، أثبتت مرة أخرى بأنها قارة لا زالت في قاع البئر من حيث التنظيم الاحترافي داخل الفدراليات، وليست فضائح الرشوة وحدها تدل على هذا التعفن القائم في إفريقيا، فقضية المنح والعلاوات وسوء التسيير سمة ملتصقة بمعظم الفدراليات مما يفسر حادثة المنتخب الكاميروني التي لا يمكن عزلها عما يحدث في "الفيكافوت".
والشيء المؤسف أن إفريقيا الكروية وبقدر ما أخذت مكانتها القوية ضمن الخارطة العالمية خلال العشرين سنة الأخيرة إلا أنها على ما يبدو لم تتخلص بعد من رواسب التسيير العشوائي والفوضى وما عشناه في كؤوس إفريقيا يعد مؤشرا واضحا على أن القارة السمراء لا زالت تتصارع مع الماضي ولم تتخلص من عقد الاستعمار وتلهث وراء كل شيء إلا بناء نفسها بنفسها .
درس الكاميرون يجب استخلاص منه العبرة من حيث التنظيم ليس إلا فليس من حقنا تقديم دروس في الوطنية لإيتو وماكون ورفاقهما لأننا لسنا في مكانهما والمشكل الكاميروني هو بين الكاميرونيين وما علينا سوى الحيطة من مثل هذه المنتخبات حتى لا نضيع المواعيد المهمة.
جريدة الخبر الرياضي