ما جرى في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة كان واضحا لكل من شاهد الواقعة على شاشة التلفزيون، فاللاعب أخطأ بحق الحكم واعتدى عليه، والتعليمات تقول بأن الاعتداء يفضي إلى إيقاف لمدة سنة، ولم توضح تلك التعليمات فيما إذا كان الضرب مبرحا أو اذا كان ب"الشلوت" أو "البوكس"، أو إذا كان مجرد دفع للحكم أو ضربه من دون وجود قصد إيذاء حقيقي للحكم.
في كل الظروف يبدو اللاعب مخطئا فيما فعله، ولا يمكن لأحد أن يبرر الاعتداء على الحكم، مهما ارتكب الحكم من أخطاء مؤثرة كانت أو غير مؤثرة في تلك المباراة، لكن الاتحاد يجب أن يكون عقلانيا ويتعامل بالقانون وروح القانون في ذات الوقت، فلا يجوز للاتحاد أن يكون قاسيا إلى حد كبير، ويساهم في "تدمير" لاعب تحسنت سلوكياته خلال العامين الماضيين، وكان سببا مباشرا في تأهل المنتخب الوطني إلى النهائيات الآسيوية ومن ثم بروز "النشامى" فيها.

Video Player is loading.
ليس معنى ذلك أن يكون عامر شفيع وغيره من اللاعبين المميزين "فوق القانون والتعليمات"، لكن الهدف من تلك العقوبات يجب أن يكون أولا وأخيرا بهدف الإصلاح والتقويم وليس غير ذلك، ولو كان عامر شفيع يقصد ضرب الحكم ضربا مبرحا لكن حكم المباراة يرقد الآن على سرير الشفاء، لكن ظهر واضحا أن الحكم لم يحسن التعامل مع الموقف، ووضع نفسه على شفير مواجهة مع اللاعب، من دون النظر إلى الحالة النفسية وإدراك بأن اللاعب قد يرتكب فعلا خاطئا بعد إشهار البطاقة الحمراء في وجهه.
لن يكون فريق الوحدات أول أو آخر فريق يعاني من أخطاء الحكام، التي استفاد من بعضها في مرات سابقة، ولن يكون منطقيا القول بأن الحكم أبدع في المباراة وقد تم رصد العديد من الأخطاء المصورة والموثقة، ولن يكون عادلا المطالبة بايقاف الحكم لمدة طويلة وقد سبق أن تعرض للايقاف مرارا بسبب أخطائه، لكن المنطق يفرض ليس "حلول الوسط" وإنما تطبيق روح القانون وتقدير الحالة بشكل سليم، فثمة فارق أن يتحول اللاعب إلى "ملاكم" داخل الملعب وينهال على الحكم ضربا، وبين لاعب ربما خذلته أعصابه وحبه لفريقه فارتكب خطأ لا يجوز له أن يرتكبه، فهل يتفهم الاتحاد ما جرى ويحدد عقوبة منطقية؟
" نقلا عن جريدة الغد الاردنية "