سبق وأن قلت إن بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لا تعمل وكأنها (أراحت واستراحت)، والتي تعمل لا يحظى أكثرها بثقة المجتمع والوسط الرياضي. وليس ذلك لعدم قبول قراراتها وإنما للتناقض الكبير في بعضها والتباين الواسع في العديد منها والتفاوت الواضح في كثير من قرارتها المتخذة (أحياناً) لفعل واحد مشابه او خطأ متكرر باختلاف الفاعلين والأطراف المستفيدة، فمن أين تأتي الثقة؟ هذا بالنسبة للجان التي تعمل، او التي (تجبر) على العمل نتبجة الحراك الرياضي المتسع. أما اللجان التي لا تعمل، يبدو أنه إذا عمل بعضها قلت ليتها لم تعمل على طريقة (يا ليته سكت). وأذكر هنا (على سبيل المثال) لجنة (الأخلاق واللعب النظيف)، فعندما عملت وتحركت أدخلت نفسها في شكوك وفي ريبة وقائمة عدم الثقة، فاللجنة اختارت فرق ونجوم جوائزها وأعلنت عنهم قبل أسبوع من انتهاء الموسم الرياضي، وقبل مواجهات الحسم في (الجولة الأخيرة) من دوري زين للمحترفين، وكأنها جولة خارج المنافسة، او كان ما أخذت به من حيثيات وأسباب في (استبعاد) بعض المستحقين للجوائز لا يمكن أن يحدث من الفرق واللاعبين المختارين في الأسبوع الأخير، وبدت الجوائز وكأنها كانت أصلاً (مفصلة) لمن ذهبت إليهم وعلى مقاس من اختارتهم. ويعزز مثل هذه الشكوك أن (الشروط) لم تعلن من قبل، حتى تضع الأندية، او اللاعبين على الأقل في اعتبارهم تجنب (الأخطاء) التي يمكن أن تحرمهم من الجوائز او المنافسة عليها.
كارثة تاريخية

Video Player is loading.
كلام مشفر
طالما أن عمر المهنا بهذه القدرة (الخارقة) في التعرف على النوايا ولديه هذه الخبرة النادرة في إظهار المقاصد، فإن مكانه يجب أن يكون في موقع آخر وليس في لجنة الحكام او حتى في اتحاد الكرة.. والسؤال الأهم أين (قدرة المهنا) الخارقة، ولماذا لم يكشف عنها مع ما يحدث من حكامه؟! بعض الفرق كانت تطلب (رسمياً) من لجان التحكيم السابقة أن لا يدير عمر المهنا مباريات لها عندما كان حكماً، بما أنهم من خلال (الخبرة والمغرفة والدراية) يعرفون أنه لم يكن حكماً مقنعاً، ولا منصفاً ولا مقبولاً، وسيكون لدى تلك الفرق (مخاوف) كبيرة جداً من قرارات لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، إذا كانت ستستعين بخبرة المنها وقدرته في التعرف على النوايا والمقاصد.
يلعب الفريق 36 مباراة رسمية في موسم طويل يبذل فيه المال والجهد والعطاء والسفر والقرارات، ويذوق لاعبوه الأمرين، ويستطعم جمهوره الصبر (بكسر الصاد) وهو يتابعه وهو يكتوي بنتائجه، ثم في النهاية يأتي (تتويج) في المكاتب، دون (النجوم) وهم الأساس، ودون الجمهور وهو المعني بالدرجة الأولى، فأي تكريم هو هذا؟ وأي تحفيز نتحدث عنه؟
لو وضع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (شرطاً) رسمياً في دوريات المحترفين بأن يتم تتويج الفرق التي تحصل على المراكز الأولى في (ميادين اللعبة) وعلى المستطيل الأخضر، وجعل لذلك درجات في (تقييم) الدوريات لسابقنا الدوريات كلها و(اخترعنا) الطرق والأساليب المبهجة لتأمين ذلك الشرط بحثاً عن الدرجة والتقييم.
ولكن لماذا لا نبحث (بأنفسنا) عن التميز وعن (المبادرات) لنتفوق على الآخرين، والأهم من ذلك أن نقدم (التقدير) والاحترام للفرق الكبيرة ولاعبيها وجماهيرها على مجهودها ودورها وإسهامها الكبير في إنجاح الدوري، وذلك أفضل من أن ننتظر تنظيماً يأتينا من الخارج (فيجبرنا) على أن نحترم كياناتنا الرياضية!!
جريدة الجزيرة السعودية