إذن هل نحن خارج إطار الكون حتى لا نكون على نفس الخطى بالاهتمام بجوائزنا الرياضية ؟ و هل أصبحت كرة بلد تخطت سني مسيرتها الثمانين غير قادرة على تأصيل ثقافة و أصالة و كبرياء بلد بجحم و مكانة المملكة العربية السعودية رياضيا ؟ وهل أصبح التقليد الأعمى جدارا قصيرا استسهل جهاز الإدارة التنفيذية لهيئة دوري المحترفين السعودي ركوبه من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث و التقصي والسؤال و الاجتهاد في مسألة التفكير قبل التنفيذ و استقراء تاريخ الدوري السعودي و منحه المكانة التي يستحق ؟
كل هذه تساؤلات تقافزت أمام ناظري وأنا أشاهد صور الكأس الذي سيسلم مساء اليوم الجمعة لأيقونة الكرة السعودية ورمزها و أنيقها الأوحد ( فريق الهلال ) أو كما أطلقت عليه في أطروحات سابقة ب ( برشلونة الشرق ) .!!

Video Player is loading.
لقد اطلعت من باب الاجتهاد على تصاميم اتحادات محلية لا تقارن كرتها أو أبطالها بحال من الأحوال بدورينا أو فرقنا التي تسيدت القارة ومنتخبنا صعد إلى نهائيات المونديال أربع مرات متتالية وأنديته لامست العالمية و نجومه قارعوا نجوم العالم في كثير من الترشيحات و الجوائز القارية والعالمية. إننا لو أخذنا انجازات كرتنا بعمقنا السكاني البسيط وعمر كرتنا المحدود مع الانجليز الذي رحنا نقلد جوائزهم بتاريخهم الطويل و بكثافة سكانهم و توافر الامكانيات لديهم ,فإنني و بدون أية عقدة نقص أستطيع القول أن اتحادنا الكروي أنجح بكثير من نظيره الإنجليزي حيث حزنا بطولة الأمم لقارتنا أربع مرات و لعبنا على النهائي مرتين ,و هيمنت أنديتنا على بطولات القارة بمختلف مسمياتها و نجومنا نافسوا أشهر النجوم على عمادة لاعبي العالم كما فعل النجمان محمد الدعيع حاليا و ماجد عبدالله سابقا , و كذا حصول سعيد العويران على لقب هداف العالم , وما إلى ذلك من مكتسبات تجعل من اتحادنا أكثر فاعلية ومنجزا منه لدى الانجليز الذين لم ولن يحصلوا على كأس الأمم الأوروبية في وقت قريب , و أنديتهم غاب سفيرهم الأهم ( ليفربول ) ثم غابوا إلا من حضور متردد , و لولا اللاعب الأجنبي لأعتبر دوريهم من عداد دوريات كالدوري البلجيكي والدانماركي , ولا ننسى العار الذي لازال يطاردهم من عام 1966 م ببطولتهم المزيفة تلك والتي لم و لن تتكرر , فضلا عن فضائح الهوليغنز وما تسببوا فيه من موت أكثر من 688 ضحية في القرن العشرين ,و اقتياد الآلاف مخمورين من الملاعب و قربها ,و أعداد كثيرة من متعاطي المخدرات بأشكالها من لاعبين ومدربين ... فبالله عليكم هل هذا الرصيد مشرف لأي محايد يدفع به أن يفكر مجرد التفكير بأن يقلد سلعة من السلع الرياضية التي أنتجها في يوم من الأيام ؟؟؟!!
إنني أربأ بصديقي محمد النويصر و فريق عمله أن يكون لهم مصلحة في تحديد النموذج المختار للجائزة هذا العام , ومتأكد أكثر بأن عفوية هذا الرجل ونقاء سريرته يشفعان له بأن يكون خارج دائرة اللوم , بيد أنني أجزم بأن اجتهاده و فريق عمله قد استسهل خطوة التقليد لاسم تاريخي كالانجليز, وانبهروا للشكل فضاعت الهوية و صودرت الأصالة و غيب بالإبداع , و لم تقدم له النصيحة العميقة في جانب التاريخ و أنه لا يرحم في مثل هذه الأمور ..!
أرجو من الإدارة التنفيذية لهيئة دوري المحترفين السعودي أن تضع تصوراتها الأولية لنموذج جائزة دورينا للموسم المقبل و من الآن, حتى لا يكون الوقت حجة يتم التذرع به , أو نستمر في حكاية التقليد السمج لجوائز كرة لا تستحق الاحترام باستثناء جوائز ليفربول وآرسنال حاملي لواء النزاهة في الكرة الإنجليزية منذ تأسيسهما .
والله من وراء القصد ,,,