نطمئن لهذه الرياضة حينما يكون مسيريها من أصحاب القدرة والشأن على ضبطها وعدم ميلها نحو التجاذبات السحيقة من تلك الموقظة للنعرات المؤلبة للأخ على أخيه .. نطمئن إذا كان مسيريها من القادرين على السباحة بها إلى بر الأمان.
وكصحفي عربي ، فإن ما يثير حفيظتي -ومعي زملاء كثر - هو تأثير الأفكار المستوردة على اللحمة المحلية بشكل عام والرياضية منها بشكل خاص..

Video Player is loading.
وكم أسفت وأنا اطلع على بعض المناشط الرياضية التنافسية في بلدان عربية حينما باتت مكانا للتفريغ السلبي الذي لم يكتف بالعبارات بل طال إلى اقتحام الملاعب وإثارة النعرات ضد الآخرين .. وهذا وربي مخالف لماهية الرياضة .. تلك التي تأتي كمتنفس ايجابي يزيل التوتر لا يحقنه.
هنا تذكرت حديثا جميلا مثمرا جمعني بالشيخ عبد الله بن حمد أل خليفة الممثل الشخصي لملك البحرين وهو الذي شدد من واقع خبرة في العمل الرياضي "على أن الزمن الذي يستغرقه التخطيط والتنفيذ لتنشئة أجيالنا الرياضية الواعدة والجديدة على القيم والأخلاقيات الصالحة لن يكون زمنا ضائعا، بل هو زمن ايجابي مثمر مكتسب، والعمل فيه قريب النتاج والثمرة مهما بدا في أول الطريق بعيدا أو محالا،وحينما يبتعد الشباب عن المثل والقيم الحقيقية للرياضة فلا بأس من أن نعيد النظر ونبعدهم عن كل مايسيء لفكرهم وتطلعهم".
انتهى حديث الشيخ وكأنه قد قرأ حقيقة ما جرى على الساحة الرياضية العربية من إسقاطات أضرت بأصحابها وبلدانهم" رغم أن الحديث قد سبق ذلك بأشهر" وعليه فلا بأس من إعادة النظر من حيث زرع كل ما هو جميل في العمل الرياضي ..كي لا يكون عنوانا للإفساد، وفق دعوة أن يكون هناك غسيل للقلوب ونبذ للمفرقات على أن نجعل من الرياضة عملا للتقارب والتآخي بحيث يفتح كل منا قلبه ليطلع الجميع على هواجسه وما يضيق منه وبه .. نبني أمالا ومستقبلا جميلا .. لكي تعود قلوب الرياضيين نظيفة جميلة تنبض بالخير والحب للبلاد والعباد.