وهل كان هناك جديدا في المباراة ؟ نعم .. والجديد ان المباراة كانت أقل في المستوي الفني والبدني والخططي من مباراة الذهاب ، وان البارسا لم يلعب بنفس روح الاصرار علي الفوز والقتال من أجل ذلك ، ربما لأن لاعبيه كانوا يدركون ان التعادل لا بأس به لضمان التأهل ، والجديد بالنسبة للريال أن أداءه وعطائه الفني تحسن قليلا.. فقد حقق التعادل ولم يخسر ، وسجل هدفا ، وأدي لاعبوه بشكل جماعي أحسن بعض الشيء، ورفع الفريق نسبة استحواذه من 22% إلي 36%،لكن الروح القتالية للفريق تأثرت ، وربما كان ذلك بسبب حالة التشويش وعدم التركيز في الاوساط المدريدية بسبب الشكوي للاتحاد الاوروبي من أحداث وحكم مباراة الذهاب ، واعتراض مورينيو علي دوبلكير البلجيكي حكم مباراة الاياب ، بسبب إدارته مباراة إياب قبل النهائي العام الماضي بين الانتر الايطالي الذي كان يقوده مورينيو وقتها، امام البارسا وطرده لاعبا من الانتر، وبالطبع لا الشكوي استجيب لها، ولا طلب تغيير هذا الحكم وجد آذانا صاغية ، وما استفاده الريال من ضغوطه علي هذا الحكم ، أنه تجنب احتمال طرد لاعب مدريدي حتي لا تلتصق به تهمة تخفيض منافس البارسا إلي عشرة لاعبين كما يزعم مورينيو ، وبالفعل كان يمكن لحكم آخر أن يطرد لاعبا علي الاقل من الريال وخاصة كارفالو الذي نال إنذارا مبكرا ، ولم يتخل عن التهور ، ولو كان الحكم شخصا آخر غير دوبلكير ، لأخرج بطاقة صفراء ثانية لكارفالو ، لكن الحق يقال أن دوبلكير اتخذ قرارا غريبا بحرمان الريال من هدف صحيح قبل ان يسجل البارسا هدفه الاول، ففي الدقيقة 47 وفي انطلاقة لم تتكرر كثيرا لكريستيانو رونالدو كان يشق طريقه من المنتصف نحو مرمي فالديز ، فاصطدم به قلب الدفاع بيكيه وعرقله بوضوح واحترافية ومرر كريستيانو الكرة وهو يفقد توازنه ، وسقط بجسمه علي قدم ماسكيرانو.. وتتهيأ الكرة إلي هيجواين المنفرد والذي سدد الكرة داخل المرمي ، لنفاجأ بقرار غريب للحكم بإحتساب الكرة خطأ علي كريستيانو لانه تعمد الاصطدام ببكيه، وقد تصورنا في البداية أن الحكم أخطأ لايقاف الهجمة الخطرة ولم يعط الفرصة للاعب الذي تمت عرقلته او أنه احتسب اللعبة تسللا علي هيجواين ، ولكن أحدا لم يتوقع في الملعب أن يكون قرار الحكم هو اعتبار كريستيانو مرتكب الخطأ .. والاغرب أن لاعبي الريال لم يعترضوا نهائيا علي هذا الهدف الشرعي الذي لو احتسب ، لتغير تماما سيناريو المباراة .. وعموما فليس في التفاصيل الاهم سوي أجمل تمريرة في المباراة للعائد أنييستا التي سجل منها بيدرو هدف البارسا ، وأجمل مراوغة في المباراة لدي ماريا التي سدد بعدها في القائم ، لترتد الكرة إليه ، فيمررها كثاني أجمل تمريرة في المباراة إلي مارسيلو ليسجل هدف التعادل الابيض ..
ويبقي ان هذا التعادل جعل الريال- رغم فشله في التعويض والتأهل - يخرج حاملا بعض الكبرياء وليس منكسرا ، كما حدث علي ملعبه ، ولكن يبقي التساؤل: هل يتحمل ايتور كارانكا المدرب العام للريال والذي أدار فريقه من الملعب مسئولية المباراة ام يتحملها مورينيو الذي رفض الحضور إلي ستاد الكامب نو في برشلونة ، مفضلا ان يتابعها من التلفزيون في الفندق مع فتح خط هاتفي ساخن طوال الوقت مع كارانكا !.. ويظل التساؤل التكتيكي قائما: لماذا لم يلعب الريال باستراتيجية هجومية شاملة لينقذ فرصته الوحيدة ، ولماذا فشل لاعبوه في الضغط علي لاعبي البارسا لحرمانهم من أهم امتيازاتهم في الامتلاك والتمرير؟ ، ولماذا ظهر كاكا باهتا كشبح لاعب عادي وليس نجما فذا، فاز اكثر من مرة بلقب أحسن لاعب في العالم ؟، ولماذا لا يلعب لاعبو الريال بمتعة وحرية وانطلاق وتعبير عن الملكات الهجومية كما ظهروا في بعض اوقات الشوط الثاني واحرجوا البارسا ، وسجلوا في مرماه ؟
ختاما وقبل ان اقدم درجات اللاعبين من تصور وتقييم فني ، فأؤكد للجميع ممن يشرفوني بقراءة مقالاتي أنني لا أقدم وصفا تفصيليا ولا تحليليا للمباراة ، بل اكتب رؤية فنية ووجهة نظر وانطباعات ولمحات دون ان اتطرق إلي تفاصيل ، أما الذين اتهموني بالتحيز الي البارسا ومعاداة الريال ، فهم لم يقرأوا لي من قبل، واحمد الله أنهم لا يزيدون علي عشرين او ثلاثين شخصا من عشرات الالاف الذين قرأوا مقالي السابق ، ولي معكم لقاء قريب لتعرفوا أن كاتب هذه السطور بكل تواضع ، هو أحد عشاق ورواد مدرسة الحياد في الصحافة الرياضية عبر تاريخ طويل عاشه وسط مدارس التحيز والتعصب والالوان والمتكسبين من ذلك ، فرفض كل هذه التيارات واحتفظ باستقلاله المهني وكبرياءه الادبي .. وبقي يكتب بجرأة وموضوعية ما يتصوره وما يعتقد فيه أنه الحق، ولم يضره يوما الاختلاف في الرأي او التعرض للنقد ولم يرهبه أبدا تفاهة بعض المتعصبين أو غباء بعض المتنطعين او سفاهة بعض الذين لا يعرفون آداب الحوار او التخاطب.. وفي" كووورة" دائما ستبقي حرية الرأي الرياضي للجميع، ماداموا يملكون القدرة علي التعبير بأدب واحترام وموضوعية وتقبل الرأي الآخر والبعد عن التعصب المقيت والمهاترات.
**وأخيرا فهذه درجات اللاعبين :
إجمالي أداء برشلونة (7/10) - المدرب جوارديولا (7/10) – فالديز6.5/10) - الفيس (6.5/10) - بيكيه (7/10) - ماسكيرانو(6.5/10) - بويول (6.5/10) - هيرنانديز (6/10) - بوسكيت (6.5/10) - بيدرو (7/10) –أنييستا (8/10 )- ليونيل ميسي نجم المباراة الاول (8.5/10) - دافيد فيا (6.5/10). كيتا (6/10)
- إجمالي أداء ريال مدريد 6/10) - المدرب كارانكا (6/10) - كاسياس(8/10) - اربيلوا (6/10) - البيول (6/10) – كارفالو(6/10 )- مارسيلو (7/10) - الونسو (6/10) لاسانا ديارا (8/10) - كريستيانو رونالدو (7/10) – كاكا (3/10 )- هيجواين (5.5/10 )- دي ماريا (7/10) - اديبايور (صفر/10) ويستحق لقب أحمق المباراة - أوزيل (5/10).
عز الدين الكلاوي